هناك الکثير من الامور والمسائل والقرارات الصادرة والمتعلقة بإيران والتي تثير قلق وخوف النظام القائم في طهران، ولکن ليس أي منها يثير الخوف وبدجرة کبيرة کما هو الحال مع خطة السيدة مريم رجوي ذت النقاط العشرة، فهذه الخطة ومنذ أن أعلنتها السيدة رجوي منذ أعوام عديدة، لازالت ملفتة للنظر ويجري تسليط الاضواء عليها ليس من جانب الشعب الايراني المٶمن إيمانا کاملا بهذه الخطة الطموحة الملبية لتطلعاته وإنما من جانب الاوساط والمحافل الدولية أيضا.
تخوف النظام الايراني من هذه الخطة يأتي لکونه يعلم بأنها على العکس منه تماما فهي تدعو للأفکار التحررية والانسانية والحضارية وتٶسس لإيران تعمل من أجل السلام والامن والاستقرار، إيران تٶمن إيماما کاملا وراسخا بلحرية ورتفض رفضا قاطعا الدکتاتورية بوجهيها الملکي والديني المتطرف، والذي يضايق النظام أکثر ويفقده صوابه هو إنه ومن کثرة صدور اکبيانات والقرارات الدولية الداعمة والمٶيدة لهذه الخطة فإن ذلك مايجعلها تبدو حيوية ونضرة على الدوام وفي نفس الوقت کسيف مسلط على رأس النظام قد يهوى عليه في أية لحظة!
خلال الاشهر الاخيرة، بادر عدد کبير من برلمانات دول العالم الى إصدار بيانات وقرارات تعلن عن دعمها وتإييدها الکامل لخطة مريم رجوي ذات العشرة نقاط وتشيد بها بإعتبارها بمثابة أفضل خطة سياسية ـ فکرية طموحة لإيران مابعد هذا النظام خصوصا وإنها تجعل من إيران ثقلا دوليا مهما في العمل من أجل المحافظة على السلام والامن في المنطقة والعالم کما إنها تضع حدا لبرامج أسلحة الدمار الشامل وتجعل من إيران غير نووية، وهذا بحد ذاته ما من شأنه أن يضع حدا لسباق التسلح النووي في المنطقة ويضفي عليها المزيد من والسلام.
المساعي المحمومة والمتواصلة للنظام الايراني ضد المقاومة الايرانية والعمل من أجل التضييق عليها والتأثير على نشاطاتها، إنما يأتي لأن النظام يعلم بأن الخطة ذات العشرة نقاط قد صدرت من قبل رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية وهذا المجلس بدوره يعتبر بمثابة بديلا سياسيا ـ فکريا جاهزا للنظام، وإن هذا المجلس ومنذ تأسيسه قد شکل ولايزال يشکل أکبر خطر محدق بالنظام لکونه خصمه وعدوه اللدود الحقيقي الذي لايکل ولايمل من النضال والمواجهة ضده وهو يبذل الغالي والنفيس من أجل إدامة عملية النضال والمواجهة الجارية.
بعد مصرع ابراهيم رئيسي والانتخابات الاخيرة التي جرت من أجل إختيار رئيس لإيران والتي تميزت بمقاطعة شعبية غير مسبوقة، فإن الاضواء تسلط أکثر من أي وقت مضى على خطة العشرة نقاط وضرورة مضاعفة العمل من أجل إزاحة کابوس الاستبداد الديني من إيران وإقامة الجمهورية الديمقراطية.